الجمعة، 8 مارس 2013

هذا الاخلاص لمن اراد الخلاص



هذا الإخلاص لمن أراد الخلاص



إننا بحاجة إلى هذا الموضوع كحاجتنا إلى الماء والطعام وأزيد وكما قيل في التوبة إنها بداية كل سالك ونهاية كل ناسك ، فكذلك الإخلاص يحتاج إليه أهل المنازل العالية في الإيمان ومن دونهم إلى أقل أهل الإيمان إيماناً .
نحتاج إلى الحديث عن الإخلاص لأننا ولله المشتكى قد أصابتنا جراحات الذنوب فمنا أسير ومنا كسير ومنا مقطوع ومنا مسحور ومنا مسموم .

كل لحق به ما لحقه من آثار الذنوب والمعاصي والآفات لهذا نجد أن السلف أنفع منا كلاماً قيل لحمدون بن أحمد (ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟ قال لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضى الرحمن ونحن نتكلم لعز النفوس وطرب الدنيا ورضى الخلق ) فيا إخوان نحتاج إلى أن نراجع نياتنا فنصلح ما مزقته يد الغفلة والشهوة ونعمر منها ما خربته يد البطالة ، ونوقد فيها ما أطفأته أهوية النفوس ونلملم منها ما شعثته يد التفريط والإضاعة  ونسترد من نوايانا ما نهبته أكف اللصوص والسراق.
ونقلع ما وجدناه شوكاً وحنظلاً ، ونداوي منها الجراحات التي أصابتها من جنايات الرياء والشرك ونغسل منها الأوساخ التي أصابتها بسبب الخطايا والسيئات ونطهرها بالماء البارد من ينابيع الصدق الخالص من جميع المكدرات قبل أن يكون طهورها بالحميم والجحيم .
فإنه لا يجاور الرحمن قلب دنس فإن الجنة دار طيبة أعدت للطيبين وليس للدنس فيها مكان إنه لا يجاور الرحمن قلب دنس بأوساخ الشهوات والرياء أبداً.
ولابد من طهور إما هنا وإما هناك واللبيب يؤثر أسهل الطهورين وأنفعهما .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرجوا من زوارنا الكرام التعليق ...بدون تجريح او سب ...